السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الموضوع سيكون مخصص لشخصية المرأة المسلمة بعون الله
أولا : علاقة المرأة المسلمة بربها
ثانيا : علاقة المرأة المسلمة بنفسها
ثالثا : علاقة المرأة المسلمة بوالديها
ونفتتح الموضوع علاقه المرأه
أولا : المرأة المسلمة مع ربها :
مؤمنة يقظة
فإن من أبرز ما يميز المرأة المسلمة إيمانها العميق بالله وعقيدتها النقية الصافية التي لا
تشوبها شائبة من جهل أو خرافة أو وهم ـ فعندها يقينا جازما بأن ما يجرى في هذا الكون
من حوادث وما يترتب عليه إنما هو بقضاء الله وقدر ـ وأن ما أصاب الإنسان لم يكن
ليخطئه وما أخطئه لم يكن ليصيبه وما على الإنسان في هذه الحياة إلا أن يسعى في
طريق الخير ويأخذ بأسباب العمل الصالح في دينه ودنياه متوكلا على الله حق التوكل
مسلما أمره لله موقنا أنه فقير دوما لعونه وتأييده وتسديده ورضاه.
وهذا الإيمان العميق يزيد شخصية المرأة المسلمة قوة ووعيا ونضجا فإذا هي ترى الحياة
على حقيقتها دار ابتلاء واختبار ستعرض نتائجها في يوم آت لا ريب فيه.
قال تعالى: (قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكَثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) (الجاثية 26)
وقال تعالى: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ) (المؤمنون 115)
ولن يعزب عن رب العزة والجلال في هذا اليوم مثقال حبة من خردل
قال تعالى: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ) (الأنبياء 47)
فإذا تأملت المرأة المسلمة معاني هذه الآيات أقبلت على ربها إقبال الطائعات المنيبات الشاكرات وتعد لآخرتها في هذا اليوم ما تستطيع من الأعمال الصالحات.
• عابدة ربها:
لا بد أن تقبل المرأة المسلمة الصادقة على عبادة ربها بهمة عالية ـ لأنها تعلم أنها مكلفة بالأعمال الشرعية التي فرضها الله على كل مسلم ومسلمة ـ ومن هنا فهي تؤدى فرائض الإسلام وأركانه أداء حسنا لا ترخص فيه ولا تساهل ولا تفريط
• تشعر بمسئوليتها عن أفراد أسرتها:
لا تقل مسئوليه المرأة المسلمة عن أفراد أسرتها أمام الله عز وجل عن مسؤولية الرجل ـ بل قد تكون مسؤولية المرأة في بعض الجوانب أكبر من الرجل لما تعلم من خفايا حياة أولادها الذين يعيشون معها وقت أطول وقد يطلعونها على ما لا يطلعون عليه الأب ـ فالمرأة المسلمة الواعية تشعر بهذه المسؤولية كلما سمعت قول النبي صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته: الإمام راع ومسؤول عن رعيته والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته المرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته فكلكم راع ومسؤول عن رعيته)
• همها مرضات الله تعالى:
فهي تطلع دوما في أعمالها إلى مرضات الله عز وجل وتزنها بهذا الميزان الدقيق ـ فما رضي الله عنه فعلته ـ وما لم يرضى الله عنه أعرضت عنه وكرهته وإذا وقع التعارض بين ما يرضى الله عز وجل وما يرضى الناس فإنها تختار مرضات الله بلا تردد ولو أسخط الناس ـ مستهدية في ذلك بهدى الرسول صلى الله عليه وسلم القائل: (من التمس رضاء الله بسخط الناس كفاه الله مؤونة الناس ـ ومن التمس رضاء الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس ).
• تعمل على نصرة دين الله عز وجل
فمن أجل الأعمال التعبدية التي تقوم بها المرأة المسلمة هو نصرة دين الله في واقع الحياة ـ والعمل على تطبيق منهجه في حياة الفرد والأسرة والمجتمع والدولة، فهي تشعر في أعماقها أن عبادتها تبقى ناقصة إذا هي قصرت في هذا الجانب الحيوي من حياتها وحياة المسلمين جميعا ـ إذ به يتحقق الهدف الكبير الذي خلق الله الجن والإنس من أجله ـ وهو إعلاء كلمة الله في الأرض والذي به وحده تتحقق عبادة
البشر لله (وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون)
• ولاؤها لله وحده:
فالمرأة المسلمة لا يكون ولاؤها إلا لله لا لأحد غيره ولو كان زوجها أو أبيها وهم أقرب الناس إليها ـ ونجد قمة هذا الولاء في صنيع أم المؤمنين أم حبيبة رملة بنت أبى سفيان رضي الله عنها ـ عندما زارها أبوها وهم بالجلوس فما راعه إلا إن راءها وثبت على الفراش فختطفته وطوته عنه ـ فقال يا بنية ما أدري أرغبتى بي عن هذا الفراش أم رغبتي به عنى ؟ قالت: بل هو فراش رسول الله صلى اله عليه وسلم وأنت رجل مشرك فلم أحب إن تجلس عليه.
• تقوم بواجب الأمر عن المعروف والنهى عن المنكر:
وهذا من تكريم الإسلام للمرأة عندما كلفها بواجب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فقد بوأها مكانه اجتماعيه وإنسانيه عالية ـ إذ جعلها لأول مره في التاريخ آمره وما كانت تعرف في غير دين الإسلام إلا مأمورة
وقال تعالى (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (التوبة 71).
وللحديث بقيه إن شاء الله فى الحلقه القادمه نتناول
شخصية المرأة المسلمة 2- علاقة المرأة المسلمة بنفسها