بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة الى كل مسلم ومسلمة
بخصوص
الرسومات المسيئة للرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم
أخي المسلم 00 أختي المسلمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله عز من قائل" : (ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزّهم أزّا * فلا تعجل عليهم انما نعدّ لهم عدّا ) مريم 83، 84
أعلم أن رسالتي هذه قد لا تروق للكثيرين من المسلمين المتعجّلين لهذه الأمة الفرج والنصر والتمكين لدينها في الأرض، ممن يروق لهم الحديث عن نصرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم على الصعيد الشعبي والرسمي وما يتوجّب على الأمة فعله على هذين الصعيدين فقط ، فيفرّون بذلك من الحديث الذي لا بد منه أولاً وأخيراً عما يتوجّب على كلّ مسلم بعينه ومسلمة بعينها فعله تجاه نصرة الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم على الصعيد الشخصي ، أي على صعيد علاقة كلّ واحد منّا نحن المسلمين بالله وكتابه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم 0ومن هنا كان لا بدّ لي من بيان هذا الأمر الذي هو جدّ خطير على كل مسلم ومسلمة وقد وصل الحال بأمة الاسلام في العالم اليوم الى هذا الحدّ من الاستهزاء بدينها الحق ونبيّها محمد صلى الله عليه وسلم – ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم -0
أخي المسلم 00 أختي المسلمة
أما الحديث عمّا يتوجب على كل مسلم ومسلمة فعله على الصعيد الشخصي أي علاقة كل مسلم بدينه وربّه ونبيه ، فهو من شقّين :الأول منهما متعلق في الاهتداء الى الله سبحانه وتعالى ) يا أيها الذين آمَنوا آمِنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزّل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضلّ ضلالاً بعيدا ( النساء 136والثاني متعلق في الاقتداء برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ) قل هذه سبيلي أدعوا الى الله على بصيرة أنا ومن اتّبعني وسبحان الله وما انا من المشركين ( يوسف 108أما أولاهما: فهو أن يبدأ كل مسلم بالوقوف مع نفسه وقفة المحاسبة للنفس ومراجعة الذات فيدخل في مواجهة حقيقية صادقة مع ربه وخالقه فاطر السموات والأرض ، متخيّلاً ذلك الموقف العظيم الذي سيقف فيه بين يديه جلّ جلاله ليس بينه وبينه ترجمان يسأله ويحاسبه عن كل كبيرة وصغيرة في حياته كلّها ، ويزن عليه أعماله خيرها وشرّها ولو مثقال ذرّة ، فيجازيه بها ، ثم يُساق به الى الجنة أو الى النار ، ولا يظلم ربك أحدا 0والواجب على المسلم في هذا المقام – ولا أستثني أحداً من المسلمين –أن يسأل نفسه ويجيبها بصدق غيرغاش لنفسه ولا خادع لها ، فيسأل نفسه : هل كوني مسلماً يعني بالضرورة لي أن أكون مؤمنا بالله واليوم الآخر ؟! أم أن الأمر فيه نظر ؟! أليس من الممكن أن أكون منافقا ولو دون أن أدري ؟! وماذا لو كنت من المنافقين ، فأخلّد في جهنم – والعياذ بالله – مع الكفرة والملحدين والمشركين ؟! بل في الدرك الأسفل من النار ، فأكون اذا من الخاسرين ، الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ، لا جرَم أن ذلك هو الخسران المبين 0وأما الشق الثاني : فهو ما يتوجبّ على كلّ مسلم ومسلمة فعله بعد الايمان بالله واليوم الآخر والاهتداء الى صراط الله العزيز الحميد ، ألا وهو الاقتداء برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم في حياته كلها واتباع سبيله في دعوته الى الله على بصيرة ، وأن يتعدّى ذلك الاقتداء برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم الشكل والمظهر الى الجوهر والمضمون 0 وما يضير كل مسلم ومسلمة أن يتخيل نفسه ممثّلا عن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم في الأرض لا بشخصه الكريم طبعا فما كان ذلك لبشر غيره صلوات الله وسلامه عليه أن يكون ، وانما المقصود بنفسه المؤمنة المطمئنة 0فتخيل معي أخي المسلم وتخيلي معي أختي المسلمة نموذجين من حياته صلى الله عليه وسلم في الدعوة الى الله على بصيرة ، أما النموذج الأول فهو حين كان يدعوا الناس الى عبادة الله وحده لا شريك له في مكة وقد لقي ومن معه من الصحابه الكرام رضوان الله عليهم أجمعين من الأذى والسخرية والتنكيل ما لا يخفى على أحد ، فما كان منه صلوات الله وسلامه عليه ومن معه من الصحابه الكرام رضوان الله عليهم أجمعين الا ّ أن صبر وصبروا جميعا طيلة تلك السنوات الصعبة والعجاف ، وما كان صبره وصبرهم حينها الا بالله الواحد القهار حتى جاءهم نصر الله العزيز الغفار 0 وأما النموذج الثاني من حياته صلى الله عليه وسلم في الدعوة الى الله على بصيرة فقد حصل بعد سنوات من خروجه صلى الله عليه وسلم من مكة ومن معه من صحبه الكرام رضوان الله عليهم الى حيث القوة والنصرة والمنعة في يثرب ، اذ يدخل مكة هذه المرة فاتحاً وتنقلب الموازين وتتبدّل الأحوال – سبحان الله – وقد أصبح أمر هؤلاء القوم بين يديه ليفعل بهم ما يشاء ، فما كان منه الا أن عفى عنهم صلوات الله وسلامه عليه 0تخيّل معي أخي المسلم 00 وتخيلي معي أختي المسلمة هذين النموذجين في الدعوة الى الله على بصيرة ، حين أوذي واستهزىء به ولم يكن للاسلام قوة ولا دولة أنذاك – كما هو حال المسلمين اليوم بلا جماعة ولا امام – صبر وهو يدعوا الى الله على بصيرة الى عبادة الله وحده لا شريك له 0وحين أمكنه الله منهم ودخل مكة فاتحاً عفى عنهم وصفح وقبل منهم اسلامهم 0 حقا ما أنبله من انسان وما أعظمه من نبي وما أكرمه من رسول ، انه بحق سيد الخلق أجمعين صلوات الله وسلامه عليه 0ومرة أخرى تخيل معي أخي المسلم وتخيلي معي أختي المسلمة أنك تمثّل رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظلّ هذا الواقع الذي يُستضعف فيه المسلمون في كل مكان من العالم ، وفيهم المُلك الجبري والجبروت والعتوّ والفساد في الأمة وهم بلا جماعة ولا امام وليس للاسلام قوة ولا دولة0 فأي النموذجين السابقين من حياته صلى الله عليه وسلم في الدعوة الى الله على بصيرة كنت لتفعل ؟! أظنكم توصلتم للاجابة ؟! انه النموذج الأول بلا شك0 فالمهم أنه صلى الله عليه وسلم كان يدعوا الى الله على بصيرة الى عبادة الله وحده لا شريك له في كلا النموذجين ، والأهم أنه صلى الله عليه وسلم كان قبل ذلك هو ومن معه من صحابته الكرام يؤمنون بالله واليوم الآخر 0 ألم أقل لكم آنفاً أنه لا بدّ من الاهتداء الى الله أولاً ومن الدعوة الى الله على بصيرة ثانياً ؟! ( والعصر * ان الانسان لفي خُسر * الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر )
فأين أنت أخي المسلم من هذين الأمرين معاً ؟! وأين انتي أختي المسلمة أيضاُ من هذين الأمرين معاً ؟! ووالله الذي لا اله الا هو ما بيننا وما بين النصروالتمكين لديننا الذي ارتضاه لنا ربنا الا هذين الأمرين معاً 0 ثمّ كأني بها والله جولة أو جولتين مع هذه الطغمة الكافرة من الملحدين في الأرض حتى تقولوا لهم وقد أمكنكم الله منهم كماقال نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم لأهل مكة من قبل وقد أمكنه الله تعالى منهم : " اذهبوا فأنتم الطلقاء " 0( اذا جاء نصر الله والفتح * ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا * فسبّح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا )
فهل تفعل أخي المسلم ؟! وهل تفعلي أختي المسلمة ؟!
أسأل الله العلي القدير أن يمكّن لأمة نبيّه ورسوله وحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم اليوم كما مكّن له ولآله وصحبه من قبل انّ ربي سميع قريب مجيب
وفي الختام :
أتمنى أن تصل رسالتي هذه – بالفعل – الى كل مسلم ومسلمة ، ومن هذا المنطلق أهيب بكل المخلصين من الدعاة الى الله في أمة الاسلام أن يعملوا على ايصالها ما استطاعوا الى ذلك سبيلا 0
وما كان الله ليضيع ايمانكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختكم
العابده الفقيره الى الله تعالى
إسراء مشآآآط.
.