نسيم البحر المشرفة العامه..
عدد المساهمات : 895 تاريخ التسجيل : 03/10/2009 الموقع : ببحرّ لجُي .. أسكُن
| موضوع: شيء من تأويل لـ ( افنان الثنيّان ) الجمعة مايو 21, 2010 12:03 pm | |
|
الله يرحمك يا أفنان ويغفر لك
الله يكتب لك أجر هالعمل أضعاف و أضعااااف
كفى بالموت واعظاً يا بناااااااات
الله يحسن خواتيمنا و يرحم الغالية أفنان و يجمعنا بها في جنات النعيم
الله يرحمها و يغفر لها سبحان الله هذي ارادته ما كتب لها تحظر اختبارات الفاينل لهذا الترم انتبهوا بنات لا تنشغلون بهموم الدنيا عن الآخرة ما أحد يعرف متى يومه لا تاخذ اختبارات الدنيا كل وقتك في شيء أهم منها (((((( اخبار الآخرة ))))))) بالتوفيق للجميع
-------------------------------------------------------------------------------- \
.~_~. .~_~.
: )
قال صلى الله عليه وسلم : " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له"ـ وهذا عمل اختنا ( افنان الثنيان ) غفر الله لها , فقد كانت ترسل لنا مقتطفات من تاويل القران الكريم
بصوره دوريه بشكل مختصر جميل ,جزاها الله عنا كل خير ,رغبنا -ربى و نوره - في جمعه
من هي افنان الثنيان..؟
طالبه تربيه خاصه بجامعة الملك سعود مستوى سادس بقي لها سنه واحده على التخرج
توفيت يوم الاثنين 26 /5 /1431 هـ بسبب توقف قلبي مفاجي اسال الله ان يتغمدها بواسع رحمته وعفوه ,
ويلهمنا ويلهم اهلها وذويها الصبر والسلوان
-1-
يقول الله تعآلى في سورة السجدة :
" تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ () فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ "
( تتجآفى جنوبهم عن المضآجع )
اي : ترتفع جنوبهم , وتنزعج عن مضآجعهآ اللذيذة إلى ما هو ألّذ عندهم منه وأحّب إليهم , وهو الصلآة في الليل ومنآجآة الله تعآلى ,
ولهذاآ قال : ( يدعون ربهم ) أي : في جلب مصآلحهم الدينيه والدنيويه , ودفع مضآرّهما .
( خوفاً و طمعاً ) اي : جامع بين الوصفين خوفا ان ترد اعمالهم وطمعا في قبولها , خوفا من عذاب الله , وطعما في ثوابه .
( و ممّـا رزقنآهم ينفقون ) من الرزق قليلاً كآن او كثيرا .
وأمّآ جزآؤهم ؛ فقآل : ( فلآ تعلم نفس ) يدخل في جميع نفوس الخلق ,
( مآ اُخفي لهم من قرّة أعين ) من الخير الكثير , و النعيم الغزير , و الفرح و السرور , و اللذّة و الحبور , كما قال تعآالى على لسآن رسوله : " اعددت لعبآدي الصآلحين , مالا عينٌ رأت ولا اُذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر "
فكما صلّوا في الليل ودعوا وأخفوا العمل , جآزآهم من جنس عملهم فأخفى اجرهم ولهذآ قآل : ( جزاءً بمآ كآنوا يعلمون )
‘’
ديمـ ــة وَ افنـ ـآنْ
. . . . . . . يسألون الله الاخلآص ^^"
-2-
القول في تأويل قوله تعالى : { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } سورة الأنعام ..
{ وأن هذا صراطي } يقول : وهذا الذي وصاكم به ربكم أيها الناس في هاتين الآيتين من قوله : { قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم } وأمركم بالوفاء به , هو صراطه , يعني طريقه ودينه الذي ارتضاه لعباده .
{ مستقيما } يعني : قويما لا اعوجاج به عن الحق .
{ فاتبعوه } يقول : فاعملوا به , واجعلوه لأنفسكم منهاجا تسلكونه فاتبعوه .
{ ولا تتبعوا السبل } يقول : ولا تسلكوا طريقا سواه , ولا تركبوا منهجا غيره , ولا تبغوا دينا خلافه من اليهودية والنصرانية والمجوسية وعبادة الأوثان وغير ذلك من الملل , فإنها بدع وضلالات .
{ فتفرق بكم عن سبيله } يقول : فيشتت بكم إن اتبعتم السبل المحدثة التي ليست لله بسبل ولا طلاق ولا أديان , اتباعكم عن سبيله , يعني : عن طريقه ودينه الذي شرعه لكم وارتضاه , وهو الإسلام الذي وصى به الأنبياء وأمر به الأمم قبلكم .
{ ذلكم وصاكم به } : هذا الذي وصاكم به ربكم من قوله لكم : إن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل ;
{ لعلكم تتقون } , يقول : لتتقوا الله في أنفسكم فلا تهلكوها , وتحذروا ربكم فيها فلا تسخطوه عليها فيحل بكم نقمته وعذابه .
عن جابر قال : كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فخط خطا هكذا أمامه ، فقال : " هذا سبيل الله " وخطين عن يمينه ، وخطين عن شماله ، وقال : " هذه سبيل الشيطان " ثم وضع يده في الخط الأوسط ، ثم تلا هذه الآية : ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ) .
انتـهـى =)
-3-
يقول الله جلّ وعلآ :
" فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا "
بشارة عظيمة انه كلما وُجد عُسر و صعوبة فإنّ اليُسر يـُـقآرنه و يـُصاحبه ’ حتى لو دخل العُسر جحر ضب لدخل عليه اليُسر فأخرجه !
كما قال الله تعالى :
" سيجعل الله بعد عسر يُسرا "
وتعريف [ العُسر ] في الآيتين يدل على انّه وآحد , وتنكير [ اليُسر ] يدّل على على تكراره ,
فلن يغلب عُسر يُسرين !
فـكل عُسر وان بلغ من الصعوبة ما بلغ فإن في آخره التيسير ملازم له !
انتـهـى =)
-4-
"وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا" 82 الإسراء
قوله عز و جلّ : { وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين } يقول : و ننزل عليك يا محمد من القرآن ما هو شفاء يستشفى به من الجهل من الضلالة , و يبصر به من العمى للمؤمنين و رحمة لهم دون الكافرين به , لأنّ المؤمنين يعملون بما فيه من فرائض الله , ويحلّون حلاله , و يحرّمون حرامه فيدخلهم بذلك الجنة , و ينجيهم من عذابه , فهو لهم رحمة ونعمة من الله , أنعم بها عليهم
..و قوله تعالي { ولا يزيد الظالمين إلا خساراً } يقول : و لا يزيد هذا الذي ننزل عليك من القرآن الكافرين به إلا خساراً يقول : إهلاكاً , لأنهم كلما نزل فيه أمر من الله بشيء أو نهى عن شيء كفروا به , فلم يأتمروا لأمره , ولم ينتهوا عما نهاهم عنه , فزادهم ذلك خساراً إلى ما كانوا فيه قبل ذلك من الخسار , ورجساً إلى رجسهم قبل ..
عن قتادة , قوله : { وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين } إذا سمعه المؤمن انتفع به و حفظه و وعاه { ولا يزيد الظالمين } به { إلا خسارا } أنه لا ينتفع به ولا يحفظه ولا يعيه ..
انتـهـى =)
-5-
قوله تعآلـى :
- وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى -
. . .
" ومن أعرض عن ذكري " أي خالف أمري وما أنزلته على رسولي أعرض عنه وتناساه وأخذ من غيره هداه ,
" فإن له معيشة ضنكا " أي ضنك في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره ؛ بل صدره ضيق حرج لضلاله وإن تنعّـم ظاهره ولبس ما شاء وأكل ما شاء وسكن حيث شاء فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك فلا يزال في ريبة يتردد ؛ فهذا من ضنك المعيشة . ,
عن ابن عباس قال : [ فإن له معيشة ضنكا ] اي كلما أعطيته عبدا من عبادي قل أو كثر لا يتقيني فيه فلا خير فيه وهو الضنك في المعيشة ~
" ونحشره يوم القيامة أعمى " قال عكرمة عمي عليه كل شيء إلا جهنم ؛ ويحتمل أن يكون المراد أنه يبعث أو يحشر إلى النار أعمى البصر والبصيرة أيضا كما قال تعالى " ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم " الآية . .
’ تفسير القرآن العظيم لابن كثير ‘
انتـهـى =)
-6-
قوله تعآلـ
يقول سبحآنه و تعآلى في سورة الرعد :
[ إنّ الله لا يـُغيـّـر ما بـِقوم حتى يـُغيـّروا ما بأنفسهم ]
" ان الله لا يغيــّـر ما بقوم " من النعمه و الاحسان ورغد العيش , " حتى يغيــّـروا ما بأنفسهم " بان ينتقلوا من الإيمآن الى الكفر ومن الطاعه الى المعصيه او من شكر نعم الله الى البطر بها فيسلبهم الله عند ذلك اياها ,
وكذلك اذا غير العباد ما بأنفسهم من المعصيه فانتقلوا الى طاعة الله ؛ غيّـر الله عليهم ماكانوا فيه من الشقاء الى الخير والسرور والغبطه والرحمه . .
منهج حيآة هالآيه ؛ يارب ارنا الحق حق وارزقنآ اتبآعّـه ~ ^.^
* تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلآم المنّـآنْ , للسعدي . .
-7-
"و سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات و الأرض أعدت للمتقين" آل عمران . 133
{ وسارعوا } و بادروا و سابقوا
{إلى مغفرة من ربكم} , يعني : إلى ما يستر عليكم ذنوبكم من رحمته , وما يغطيها عليكم من عفوه عن عقوبتكم عليها
{ وجنة عرضها السموات والأرض } يعني سارعوا أيضا إلى جنة عرضها السموات والأرض ,
ذكر أن معنى ذلك : وجنة عرضها كعرض السموات السبع , والأرضين السبع , إذا ضم بعضها إلى بعض .
قال ابن عباس : تقرن السموات السبع والأرضون السبع , كما تقرن الثياب بعضها إلى بعض , فذاك عرض الجنة .
وإنما قيل : { وجنة عرضها السموات والأرض } فوصف عرضها بالسموات والأرضين ,
والمعنى ما وصفنا من وصف عرضها بعرض السموات والأرض , تشبيها به في السعة والعظم
{ أعدت للمتقين } فإنه يعني : إن الجنة التي عرضها كعرض السموات والأرضين السبع أعدها الله للمتقين , ا
لذين اتقوا الله , فأطاعوه فيما أمرهم ونهاهم , فلم يتعدوا حدوده , ولم يقصروا في واجب حقه عليهم فيضيعوه .
قال ابن اسحاق: { وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين }
أي ذلك لمن أطاعني وأطاع رسولي .
..
في الصحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم " إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس فإنه أعلى الجنة وأوسط الجنة ومنه تفجر أنهار الجنة وسقفها عرش الرحمن "
* جامع البيان عن آي تأويل القرآن , للطبري . .
انتـهـى =)
-8-
يقول اللـه جلّ وَ علآ :
[ الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ * يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ ] - سورة الزخرف 67 , 68 -
ان الاخلاء يومئذٍ , اي : يوم القيامة , المتخالّـين على الكفر و التكذيب و معصية الله ,
( بعضهم لبعض عدو )
لأن خلتهم و محبتهم في الدنيا " لغير الله " فانقلبت يوم القيامه عداوة ,
( إلا المتقين ) للشرك والمعاصي , فإنّ محبتهم تدوم و تتصل ؛ بدوام من كانت المحبة لأجله ,
ثم ذكر ثواب المتقين وانّ الله تعالى يناديهم يوم القيامه بما يسّـر قلوبهم ويذهب عنهم كل آفة وشر . , فيقول : ( ياعبادِ لا خوف عليكم اليوم ولا انتم تحزنون ) أي لا خوف يلحقكم فيما تستقلبونه من الأمور , ولا حزن يصيبكم فيما مضى منها . .
انتـهـى =)
قول -9-
يقول اللـه جلّ وَ علآ :
[ الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ * يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ ] - سورة الزخرف 67 , 68 -
ان الاخلاء يومئذٍ , اي : يوم القيامة , المتخالّـين على الكفر و التكذيب و معصية الله ,
( بعضهم لبعض عدو )
لأن خلتهم و محبتهم في الدنيا " لغير الله " فانقلبت يوم القيامه عداوة ,
( إلا المتقين ) للشرك والمعاصي , فإنّ محبتهم تدوم و تتصل ؛ بدوام من كانت المحبة لأجله ,
ثم ذكر ثواب المتقين وانّ الله تعالى يناديهم يوم القيامه بما يسّـر قلوبهم ويذهب عنهم كل آفة وشر . , فيقول : ( ياعبادِ لا خوف عليكم اليوم ولا انتم تحزنون ) أي لا خوف يلحقكم فيما تستقلبونه من الأمور , ولا حزن يصيبكم فيما مضى منها . .
انتـهـى =)
-10 ه تعآلـى :
( لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ )
. . . { لهم ما يشاءون فيها } : لهؤلاء المتقين ما يريدون في هذه الجنة التي أزلفت لهم من كل ما تشتهيه نفوسهم , وتلذه عيونهم . . وقوله : { ولدينا مزيد } : وعندنا لهم على ما أعطيناهم من هذه الكرامة التي وصف جل ثناؤه صفتها مزيد يزيدهم إياه . وقيل : إن ذلك المزيد : النظر إلى الله جل ثناؤه
عن أنس بن مالك , قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أتاني جبريل عليه السلام وفي كفه مرآة بيضاء , فيها نكتة سوداء فقلت : يا جبريل ما هذه ؟ قال : هذه الجمعة , قلت : فما هذه النكتة السوداء فيها ؟ قال : هي الساعة تقوم يوم الجمعة وهو سيد الأيام عندنا , ونحن ندعوه في الآخرة يوم المزيد ; قلت : ولم تدعون يوم المزيد قال : إن ربك تبارك وتعالى اتخذ في الجنة واديا أفيح من مسك أبيض , فإذا كان يوم الجمعة نزل من عليين على كرسيه , ثم حف الكرسي بمنابر من نور , ثم جاء النبيون حتى يجلسوا عليها ثم تجيء أهل الجنة حتى يجلسوا على الكثب فيتجلى لهم ربهم عز وجل حتى ينظروا إلى وجهه وهو يقول : أنا الذي صدقتكم عدتي , وأتممت عليكم نعمتي , فهذا محل كرامتي , فسلوني , فيسألونه الرضا , فيقول : رضاي أحلكم داري وأنالكم كرامتي , سلوني , فيسألونه حتى تنتهي رغبتهم , فيفتح لهم عند ذلك ما لا عين رأت , ولا أذن سمعت , ولا خطر على قلب بشر , إلى مقدار منصرف الناس من الجمعة حتى يصعد على كرسيه فيصعد معه الصديقون والشهداء , وترجع أهل الجنة إلى غرفهم درة بيضاء , لا نظم فيها ولا فصم , أو ياقوتة حمراء , أو زبرجدة خضراء , منها غرفها وأبوابها , فليسوا إلى شيء أحوج منهم إلى يوم الجمعة , ليزدادوا منه كرامة , وليزدادوا نظرا إلى وجهه , ولذلك دعي يوم المزيد " أ
’ جامع البيان عن تأويل آي القرآن .. للطبري ‘
انتـهـى =)
-11-
- مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ - (قّ:18)
يقول الشوكاني رحمه الله في تفسيره لهذه الآية ؛ أي ما يتكلم من كلام فيلفظه ويرميه من فمه إلا لديه - أي ذلك اللافظ - رقيب أي : ملك يرقب قوله ويكتبه ، والرقيب الحافظ المتتبع لأمور الإنسان الذي يكتب ما يقوله من خير وشر، فكاتب الخير هو ملك اليمين، وكاتب الشر ملك الشمال . ,
وليست هذه الكتابة خاصة بالقول فقط ؛ وإنما شاملة للفعل أيضاً،
قال ابن كثير في قوله تعالى: { إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } : أي إلا ولها من يرقبها معد لذلك ليكتبها
لا يترك كلمة ولا حركة كما قال تعالى: { وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ*كِرَاماً كَاتِبِينَ*يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ } (الإنفطار:10-12) . .
* قال الرسول عليه الصلاه والسلام- (يا معاذ كف عنك هذا وأخذ بلسانه .. وهل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم )
* و قال يحي بن معاذ : " القلوب كالقدور تغلي بما فيها وألسنتها مغارفها فانظر إلى الرجل حين يتكلم فان لسانه يغترف لك مما في قلبه حلو وحامض وعذب وأجاج وغير ذلك ويبين لك طعم قلبه اغتراف لسانه "
انتـهـى =)
-12-
( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ )
. .
وقوله : { ولا تستوي الحسنة ولا السيئة } يقول : و لا تستوي حسنة الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا , فأحسنوا في قولهم , وإجابتهم ربهم إلى مثل الذي أجابوا ربهم إليه , وسيئة الذين قالوا : { لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون }
وقوله : { ادفع بالتي هي أحسن } يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : ادفع يا محمد بحلمك جهل من جهل عليك , و بعفوك عمن أساء إليك إساءة المسيء , و بصبرك عليهم مكروه ما تجد منهم , و يلقاك من قبلهم . عن ابن عباس , قوله : { ادفع بالتي هي أحسن } قال : أمر الله المؤمنين بالصبر عند الغضب , والحلم والعفو عند الإساءة , فإذا فعلوا ذلك عصمهم الله من الشيطان , وخضع لهم عدوهم , كأنه ولي حميم
وقوله : { فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم } : افعل هذا الذي أمرتك به يا محمد من دفع سيئة المسيء إليك بإحسانك الذي أمرتك به إليه ,فيصير المسيء إليك الذي بينك وبينه عداوة , كأنه من ملاطفته إياك , وبره لك , ولي لك من بني أعمامك , قريب النسب بك , والحميم : هو القريب
’ جامع البيان عن تأويل آي القرآن .. للطبري ‘
انتـهـى =)
--13-
" أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ "
* قال الحارث المحاسبي في كتابه رسالة المسترشدين : { وراع همك بمعرفة قرب الله منك وقم بين يديه مقام العبد المستجير تجده رؤوفًا رحيمًا }
وما أسرع إجابته وما أشد عونه لمن وقف بين يديه مستجيرًا به ليس في قلبه إلا الله - تعالى-.
* قال صاحب الظلال في معنى الآية: فالمضطر في لحظات الكربة والضيق لا يجد له ملجأً إلا الله يدعوه ليكشف عنه الضر والسوء ؛ ذلك حين تضيق الحلقة ، وتشتد الخنقة ، وتتخاذل القوى ، وتتهاوى الأسنا د، وينظر الإنسان حواليه ، فيجد نفسه مجردًا من وسائل النصرة وأسباب الخلاص ، لا قوته ولا قوة في الأرض تنجده ، وكل ما كان يعده لساعة الشدة قد زاغ عنه أو تخلَّى، وكل من كان يرجوه للكربة قد تنكَّر له أو تولى
في هذه اللحظة تستيقظ الفطرة فتلجأ إلى القوة الوحيدة التي تملك الغوث والنجدة ، ويتجه الإنسان إلى الله ولو كان فد نسيه من قبل في ساعات الرخاء ، فهو الذي يجيب المضطر إذا دعاه هو وحده دون سواه، يجيبه ويكشف عنه السوء ويردّه إلى الأمن والسلامة ، وينجيه من الضيقة . .
والناس يغفلون عن هذه الحقيقة في ساعات الرخاء وفترات الغفلة ، يغفلون عنها فيلتمسون القوة والنصرة والحماية في قوة من قوى الأرض الهزيلة ، فأما حين تلجئهم الشدة ويضطرهم الكرب، فتزول عن فطرتهم غشاوة الغفلة ، ويرجعون إلى ربهم منيبين مهما يكونوا من قبل غافلين أو مكابرين.
* وقال السعدي في تفسيره : اي هل يجيب المضطر الذي اقلقته الكروب وتعسر عليه المطلوب واضطر للخلاص مما هو فيه الا الله وحده ! ومن يكشف السوء اي البلاء والشر والنقمه الا الله وحده !
انتـهـى =)
-14-
( لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)
. .
وقوله :{ لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله } : لو أنزلنا هذا القرآن على جبل , وهو حجر , لرأيته يا محمد خاشعا ; يقول : متذللا , متصدعا من خشية الله على قساوته , حذرا من أن لا يؤدي حق الله المفترض عليه في تعظيم القرآن , وقد أنزل على ابن آدم وهو بحقه مستخف , وعنه , عما فيه من العبر والذكر , معرض , كأن لم يسمعها , كأن في أذنيه وقرا
عن ابن عباس قوله : { لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشيه الله } . .. إلى قوله : { لعلهم يتفكرون } قال : يقول : لو أني أنزلت هذا القرآن على جبل حملته إياه تصدع وخشع من ثقله ومن خشية الله , فأمر الله عز وجل الناس إذا أنزل عليهم القرآن , أن يأخذوه بالخشية الشديدة والتخشع
وقوله : { وتلك الأمثال نضربها للناس } : وهذه الأشياء نشبهها للناس , وذلك تعريفه جل ثناؤه إياهم أن الجبال أشد تعظيما لحقه منهم مع قساوتها وصلابتها .
وقوله : { لعلهم يتفكرون } : يضرب الله لهم هذه الأمثال ليتفكروا فيها , فينيبوا , وينقادوا للحق .
’ جامع البيان عن تأويل آي القرآن .. للطبري ‘
انتـهـى =)
]~
-15-
{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3) }
اي من اتقى الله ؛ جعل له فرجا و مخرجا من كل شدّه و مشقّه ! فمن لم يتق الله وقع في الشدائد و الآصار و الأغلال التي لا يقدر على التخلص منها والخروج من تبعتها !
وقوله : " وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ " اي : يسوق الله الرزق للمتقــّـي من وجه لا يحتسبه ولا يشعر به !
" وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ " اي : في امر دينه و دنيآه بأن يعتمد على الله في جلب ما ينفعه و دفع ما يضرّه ويثق به في تسهيل ذلك " فَهُوَ حَسْبُهُ " اي : كآفيه الامر الذي توكل عليه به , واذا كآن الأمر في كفآلة الغني القوي العزيز الرحيم فهو اقرب الى العبد من كل شي !
ولكن ربما ان الحكمة الإلهيه اقتضت تأخيره الى الوقت المنآسب له ؛ فلهذا قال الله تعآلى " إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِه " اي : لا بد من نفوذ قضآئه و قدره ! و لكنه " قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا " اي : وقتاً و مقداراً لا يتعدّآه ولا يقصر عنه . ,
. . . .
من اعتمد على الناس ملّ و من اعتمد على ماله ذلّ و من اعتمد على عقله قلّ و من اعتمد على علمه ضلّ
و من اعتمد على " الله " فلا ملّ و لا ذلّ و لا قلّ و لا ضلّ !
انتـهـى =)
-16-
.أ. ( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا)
. .
" الذين يمشون على الأرض هونا" أي بسكينة ووقار من غير جبرية ولا استكبار كقوله تعالى " ولا تمش في الأرض مرحا " الآية فأما هؤلاء فإنهم يمشون من غير استكبار ولا مرح ولا أشر ولا بطر
" وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما " أي إذا سفه عليهم الجاهل بالقول السيئ لم يقابلوهم عليه بمثله بل يعفون ويصفحون ولا يقولون إلا خيرا كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزيده شدة الجاهل عليه إلا حلما
عن النعمان بن مقرن المزني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سب رجل رجلا عنده فجعل المسبوب يقول : عليك السلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أما إن ملكا بينكما يذب عنك كلما شتمك هذا قال له بل أنت وأنت أحق به وإذا قلت له وعليك السلام قال لا بل عليك وأنت أحق به " إسناده حسن .
’ تفسير القرآن العظيم .. لابن كثير ‘
انتـهـى =)
-17-
.أ. ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)
. .
شرع الله في بيان الصبر والإرشاد والاستعانة بالصبر والصلاة فإن العبد إما أن يكون في نعمة فيشكر عليها أو في نقمة فيصبر عليها
كما جاء في الحديث " عجبا للمؤمن لا يقضي الله له قضاء إلا كان خيرا له : إن أصابته سراء فشكر كان خيرا له وإن أصابته ضراء فصبر كان خيرا له"
وبين تعالى أن أجود ما يستعان به على تحمل المصائب الصبر والصلاة
قال علي بن الحسين زين العابدين إذا جمع الله الأولين والآخرين ينادي مناد أين الصابرون ليدخلوا الجنة قبل الحساب ؟ قال فيقوم عنق من الناس فيتلقاهم الملائكة فيقولون إلى أين يا بني آدم ؟ فيقولون إلى الجنة فيقولون وقبل الحساب ؟ قالوا نعم قالوا ومن أنتم ؟ قالوا نحن الصابرون قالوا وما كان صبركم ؟ قالوا صبرنا على طاعة الله وصبرنا عن معصية الله حتى توفانا الله قالوا أنتم كما قلتم ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين
’ تفسير القرآن العظيم .. لابن كثير ‘
انتـهـى =)
-18-
{ يا أيها الذين امنوا اذكروا الله ذكراً كثيرا * وسبحـّوه بكرةً و أصيلا }
" " "
يأمر الله تعالى المؤمنين بذكره ذكراً كثيراً , من تهليل و تحميد و تسبيح و تكبير وغير ذلك , من كل قول فيه قربة الى الله واقل ذلك ان يلازم الانسان اوراد الصبآح والمسآء وادبآر الصلوات الخمس ,
وينبغي مداومة ذلك في جميع الاوقات على جميع الاحوآل ؛ فإن ذلك عبآدة يسبق بها العآمل وهو مستريح ودآع الى محبة الله و معرفته وعون على الخير وكف اللسآن عن الكلآم القبيح !
" وسبحـّوه بكرةً و أصيلا " : اي اول النهآر و آخره , لفضلهما و شرفهما وسهولة العمل فيهما ~
انتـهـى =)
.أ.-19- ( إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ )
اختلف أهل التأويل في معنى الصلاة التي ذكرت في هذا الموضع , فقال بعضهم : عني بها القرآن الذي يقرأ في موضع الصلاة , أو في الصلاة .
.عن ابن عباس , قوله { إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر } يقول : في الصلاة منتهى ومزدجر عن معاصي الله . و من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد بصلاته من الله إلا بعداً
و عن ابن عون قال : إذا كنت في صلاة , فأنت في معروف , وقد حجزتك عن الفحشاء والمنكر , والفحشاء : هو الزنا . والمنكر : معاصي الله . ومن أتى فاحشة أو عصى الله في صلاته بما يفسد صلاته , فلا شك أنه لا صلاة له
قال ابن الجوزي .." إما أن تصلي صلاة تليق بمعبودك او تتخذ معبوداً يليق بصلاتك " أ.. .
’جامع البيان عن تاويل آي القرآن للطبري
انتـهـى =)
عدل سابقا من قبل نسيم البحر في الجمعة مايو 21, 2010 12:08 pm عدل 1 مرات (السبب : ~~) | |
|